أقوال حكيمة فى التشاؤم :
قال الماوردى فى كتابه أدب الدنيا والدين :
"اعلم أنه لا يخلو من التطير أحد لا سيما الذى عارضته المقادير فى إرادته وصده القضاء عن حاجته فهو يرجو واليأس عليه أغلب ويأمل والخوف إليه أقرب فإذا عاقه القضاء وخانه الرجاء جعل الطيرة عذر خيبته وغفل عن قضاء الله ومشيئته فإذا تطير أحجم عن الإقدام ويئس من الظفر وقدر أن القياس فيه وارد وأن العسرة مستمرة ثم يصير ذلك عادة فلا ينجح له سعى ولا يتم له قصد وأما من ساعدته المقادير ووافقه القضاء فهو قليل التطير لإقدامه ثقة بإقباله وتعويلا على مساعدته فلا يصده خوف ولا يكفه خور لأن الغنم بالإقدام والخيبة بالإحجام "وقال لبيد :
لعمرك ما تدرى الضوارب بالحصى ولا زجرات الطير ما الله صانع
وقال أحدهم :
الزجر والطير والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال
وقال بعضهم "ليس أضر بالرأى ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة ومن ظن أن خوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاء أو يدفع مقدرا فقد جهل "وقيل فى منثور الحكم "الخيرة فى ترك الطيرة "وقال أحدهم إن التفاؤل والتشاؤم من صنع خيال الإنسان نفسه ولا صلة لهم بواقع حياته إذ أن أقدار الخلق بيد الخالق وحده هو كاتب الأقدار وهو وحده علام الغيوب .