منتديات العرب لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نقد كتاب خوارق العادات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رضا البطاوى
عضو ذهبي
عضو ذهبي



ذكر عدد الرسائل : 807
العمر : 56
الدولة : مصر
السٌّمعَة : 10
نقاط : 14607
تاريخ التسجيل : 28/05/2010

نقد كتاب خوارق العادات Empty
مُساهمةموضوع: نقد كتاب خوارق العادات   نقد كتاب خوارق العادات Empty2021-06-08, 12:32

نقد كتاب خوارق العادات
الكتاب لكاتبه عبد المجيد الزنداني وهو من أهل العصر فى اليمن والكتاب يدور حول موضوع لا أصل له وهو وجود معجزات للنبى(ص) رآها الناس وفى مقدمته قال الزندانى:
"كما أيد الله سبحانه رسوله محمدا (ص)بالقرآن الذي هو أعظم بيناته، فقد أيده بمعجزات خارقة للعادة أجراها على يده وشاهدها المعاصرون له من أصحابه وأعدائه ، فكانت دليلا للجميع على صدقه (ص)فيما بلغ عن ربه، وعلى تأييد الله سبحانه له ، كما أن هذه الحوادث الخارقة التي وقعت لا تزال دليلا بينا لكل عاقل في أي زمان ومكان على صحة نبوة محمد (ص)، لأنها قد نقلت إلينا نقلا صحيحا أمينا ، ووثقت توثيقا بالغا لا يوجد مثله في تاريخ الأمم قديمها وحديثها فكأن السامع لها يراها بين يديه آية بينة تدل على صدق محمد (ص)لدقة توثيقها فيطمئن بها قلبه وعقله"
كما قلت الكتاب على فرية وخرافة كبرى ألفت فيها مئات الكتب وهى معجزات النبى(ص) التى شاهدها الناس وهو ما يخالف منع الله الآيات المعجزات عنه بسبب تكذيب الأقوام السابقة كلها لها عدا قوم يونس(ص) وفى هذا قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وقد طلب منه إن كان يريد آيات أى معجزات ليراها الناس أن يبحث عنها بالطلوع للسماء أو البحث عنها فى نفق فى الأرض ومع هذا لن يعطيه تلك الآية وفى هذا قال تعالى :
"وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغى نفقا فى الأرض أو سلما فى السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين"
ومما ينبغى قوله:
للنبى(ص) معجزات أى آيات ولكن لم يراها الناس كما فى هو الجال فى الهجرة حيث أيده بجنود لم يراها كما قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وكما فى حادثة الإسراء التى هى المعراج فلم يشاهدها سواه كما قال تعالى :
" لقد رآى من آيات ربه الكبرى"
استعرض الزندانى ما سماه توثيق المعجزات وهو كلام لا أساس له ويبدو أن الكفار الذين وضعوا الأحاديث هم من وضعوا فى العهد الجديد والقديم وغيرهم من الكتب أخبار المعجزات والغريب الجامع لتلك المعجزات أنهم لا يوثقون المعجزات الموجودة فى القرآن للرسل(ص) فالمسيح (ص)المعجزتين اللتين أثبتهما العهد الجديد هما شفاء المرضى واحياء الموتى ولا ذكر على الإطلاق لإحياء الطيور أو الأخبار بما يأكلون وما يدخرون وحتى شفاء المرضى تم تغييره فبدلا من شفاء العمى والبرص زادوا المشلولين وغيرهم
المعجزات التى يتحدث عنها الزندانى لم يذكروا فيها المعجزات الحقيقية للنبى(ًص) والتى شاهدها وحده وإنما أثبتوا المعجزات التى شاهدها الناس وما أثبتوه من معجزات لم يراها غيرها حرفوها تحريفا تاما فالجنود غير المرئية فى الهجرة أصبحت مرئية العنكبوت والحمامة
والآن لكلام الزندانى وهو :
"دقة توثيق أخبار المعجزات (خوارق العادات) :
إن دلائل النبوة الخارقة للعادة قد سجلت في القرآن الكريم ، وفي كتب السنة النبوية المطهرة، بأدق طرق التوثيق والنقل ، فلننظر كيفية توثيقها في كليهما :-
أولا : توثيق المعجزات في القرآن الكريم :
كانت معجزات النبي (ص)(الخارقة للعادة) تحصل، فيراها العشرات والمئات وربما الالآف من أتباعه المؤمنين به (ص)، ومن أعدائه المعاندين له ، ثم ينزل القرآن العظيم ذاكرا لهذه الخوارق والحوادث مستخلصا العبر منها ، لأنه كان ينزل منجما حسب الأحداث .
وبعد نزول القرآن بذكر هذه الخوارق والحوادث صدقها المؤمنون وازدادوا إيمانا وثباتا على دينهم ، ولم يتطرق إليهم أدنى شك في وقوع هذه الخوارق التي شاهدوها .
ولم يملك أعداؤه (ص)سوى الصمت تجاه ما يسمعون من آيات القرآن التي تذكر تلك الخوارق والحوادث .
ولو افترضنا جدلا أنها لم تقع لكان أعداء النبي (ص)أول المشنعين عليه بذلك، ولكانت فرصة سانحة ليثبتوا - حسب زعمهم – كذبه (ص)(وحاشاه من ذلك) ، لاسيما مع حرصهم الشديد على تكذيبه وتوافر الدواعي لديهم لذلك، واجتماع هممهم للطعن في نبوته ، والقدح في صدق رسالته، والتشكيك في أخباره ، ولتشكك المسلمون في دينهم وارتدوا عنه .
لكن شيئا من ذلك لم يقع ، بل ازداد المؤمنون إيمانا وثباتا على دينهم وتصديقا لما سجل في كتاب ربهم ، وصمت الكفار أمام ما شاهدوا من خوارق وقعت وسجلها القرآن فدخلوا في دين الله أفواجا ، فعلمنا علما يقينيا وقوع تلك الخوارق والحوادث المؤيدة للنبوة والرسالة والشاهدة بصدق النبي ورسالته، وعلمنا أن أولئك العشرات أو المئات أو الآلاف الذين كانوا يشاهدون المعجزة هم الموقعون على محضر المعجزة ، وهم الشهود المباشرون لها الشاهدون بصدق وقوعها.
محضر الخارقة المعجزة :
لقد كان ذكر القرآن الكريم لهذه الخوارق وتسجيله لها حين نزوله وسماع المئات والآلاف من المسلمين والكافرين لما ذكر فيه ، بمثابة محضر أقره جميع الحاضرين من المؤمنين والكافرين المشاهدين لتلك الخوارق والحوادث ، والسامعين لما سجل عنها في كتاب الله ، فكان ثبات المؤمنين على إيمانهم بمثابة التوقيع منهم على صدق ما سجل في القرآن ، كما كان سكوت الكافرين وعدم معارضتهم لما سجل في القرآن ، بل وتحول الكثير منهم إلى الإيمان بمثابة التوقيع أيضا على مطابقة القرآن لما شاهدوه في الواقع "
ذكر الزندانى وجود المعجزات التى رآها الناس فى القرآن ومع هذا لم يذكر تلك المعجزات الكثيرة جدا ثم ضرب لنا مثالين فقال:
"مثال في العهد المكي : حادثة انشقاق القمر
في العهد المكي طلب كفار قريش من النبي (ص)أن يريهم آية (علامة على صحة نبوته) فشق الله له القمر نصفين، وذكر القرآن الكريم ذلك وسجله. قال تعالى: (القمر " اقتربت الساعة وانشق القمر"
فلو أن ذلك لم يحصل لتشكك المسلمون في دينهم وخرجوا منه، ولقال الكفار: إن محمدا يكذب علينا فما انشق القمر ولا رأينا شيئا من ذلك، ولكن الذي حدث زاد المؤمنين إيمانا ، وتحير الكافرون أمام هذه المعجزة التي لم يملكوا سوى أن يفسروها بأنها سحر مستمر قال تعالى " اقتربت الساعة وانشق القمر"!!"
وكما قلت لا توجد معجزة لأن تلك الآية لم تحدث بعد لأنها من علامات القيامة بدليل أنها تكون مع اقتراب الساعة وبعد مرور ألف وأربعمائة عام لم تحدث القيامة فكيف نكون قريبة بعد كل هذه السنوات من موت النبى(ص)
وحادث كهذا فى مخلوق يراه الناس فى كل العالم لابد أن يراه كل سكان العالم ولكن لم ير أحد تلك الحادثة ولم تسجلها المراصد الفكية هناك أو هناك مع أنهم يسجلون كل حادثة سماوية صغيرة وكبيرة فى تلك المراصد
ثم حدثنا عن المعجزة الثانية فقال:.
"مثال في العهد المدني : إرسال الرياح والجنود على الأحزاب :
اجتمع آلاف الكفار لغزو المدينة النبوية في معركة الأحزاب، فأرسل الله عليهم ريحا باردة أطفأت نيرانهم وكفأت قدورهم واقتلعت خيامهم وهدمت أبنيتهم وشردت خيولهم وإبلهم، وأرسل الله عليهم جنودا لا ترى لتزلزلهم حتى اضطروا للعودة من حيث جاءوا، وفك الحصار عن المدينة النبوية ، وأنزل الله تعالى ذكر هذه الحادثة ممتنا على المؤمنين. قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا "
ولو كانت هذه المعجزة لم تقع لتشكك المسلمون في القرآن ، وربما ارتدوا عن دينهم، وقالوا: كيف نصدق ما لم يقع؟! ولازداد الكفار عتوا ونفورا ولقالوا: محمد يكذب علينا وعلى الناس!! ولكن شيئا من ذلك لم يحصل ، بل ازداد المؤمنون إيمانا وثباتا على دينهم، وصمت الكفار ، ثم دخل معظمهم بعد ذلك في دين الله أفواجا، وبهذا يكون القرآن السجل الصادق - الذي لا يتطرق إليه شك - لما وقع من الخوارق والمعجزات التي أيد الله بها رسوله محمدا (ص)"
الغريب فى كلام الزندانى أنه يناقض نفسه فيقول لأن الناس شاهدوا المعجزة والله ينفى رؤيتهم لها فى الآية فيقول " فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها"
وكلام الله صادق فحتى الريح لا ترى ولم ير المؤمنون ولا المشركون تلك الجنود التى وصفها الله بغير المرئية
ومن ثم لا وجود لمعجزات للنبى(ص) رآها الناس فكل معجزاته رآها هو فقط من البشر لم يرها غيره ثم قال:
"حفظ القرآن (السجل الصادق للمعجزات) :
وعندما كان الوحي ينزل بالآيات القرآنية على رسول الله (ص)كان يأمر بكتابتها فيتسابق المسلمون من أجل حفظها وكتابتها والتعبد بتلاوتها ونشرها بين الناس، وكان للنبي (ص)كتاب يكتبون له الوحي حتى اكتمل نزول القرآن وكتبه المسلمون في المصحف ، ومن المصحف نسخت مصاحف كثيرة ووزعت في الأقطار آنذاك ، ثم في سائر أقطار العالم .
إن هؤلاء الصحابة الذين حفظ الله بهم القرآن ونقلوا هاتين الحادثتين حادثة انشقاق القمر ، وهزيمة الأحزاب بالرياح وغيرهما من خوارق العادات التي سجلها القرآن سواء ممن كان مسلما وقت وقوع الحادثة أو أسلم بعد ذلك ، كانوا يقرؤون القرآن صباح مساء ، في صلاتهم ومجالسهم وحلق علمهم ويدونونه ويحفظونه ويتدارسونه فيما بينهم ويتخلقون بأخلاقه ويتحاكمون إلى شريعته، مقرين به ومصدقين له، وعلموه لأبنائهم وأهاليهم ومن تبعهم ، فمن المستحيل عقلا أن يجتمعوا جميعا على نقله وحفظه وهو لم يقع .
وقد حفظ الله القرآن في صدور هؤلاء الذين شاهدوا المعجزات وفي صحفهم ، وفي صدور أبنائهم وما دونوه من صحف آبائهم ، ونقله الآلاف وعشرات الآلاف بل والملايين وعشرات الملايين عبر العصور المتلاحقة مصدقين به ."
وكلام الزندانى عن نقل المؤمنين رؤيتهم المعجزات لبقية الناس كذب لأنها اتهام للمؤمنين بتكذيب القرآن نفسه الذى يعلن أن الجنود غير مرئية فكيف رآها المسلمون أو غيرهم
المسلمون آمنوا بتلك المعجزات لأنهم فقط صدقوا الله الذى تحدث عنها فى القرآن لأن أحدا منهم بم يراها ولم يرها غيرهم ثم حدثنا الزندانى عن القرآن فقال:
"ولقد أجمعت أمة العرب على النص القرآني الذي تلقته عن النبي (ص)، وجمع في عهد الخليفة الأول ، ونقلت تلك النسخة من بيته إلى بيوت الخلفاء الراشدين الثاني والثالث ، وعممت نسخته في زمن عثمان رضي الله عنه على سائر الأمصار والبلدان التي دخلت في دين الإسلام ، فتلقت الأمم في مشارق الأرض ومغاربها هذا المصحف عن أمة العرب ، وكتبته برسمه العثماني، وتعلمت نطقه العربي جيلا بعد جيل ، على اختلاف لغات الشعوب الإسلامية التي شرحت القرآن بلغاتها المختلفة .
فترى المصحف الذي يقرؤه الصيني أو الروسي أو الأوربي أو الأمريكي أو الفارسي أو التركي أو الأفريقي أو العربي هو نفس المصحف الذي تذيعه إذاعة لندن أو إذاعة إسرائيل أو أي إذاعة أو محطة تلفزيون في العالم ولا يزال الملايين من أبناء المسلمين يتلقون القرآن مشافهة وقراءة وفق الرسم العثماني بسند متصل إلى النبي (ص)، عن أمين الوحي جبريل (ص)، عن رب العالمين سبحانه وتعالى .
وإذا أخذت نسخة من المصحف في أي زمان ومكان لوجدتها تحكي المعجزات كما هي لأن الله سبحانه قد تعهد بحفظ القرآن كما قال تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
ولا يزال المسلمون يحفظونه في الصدور والسطور ، والملايين منهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب وعلى مستوى الحرف الواحد منه ، بل وعلى مستوى ضبط حركة الحرف الواحد. ولو فتحت أي مصحف على وجه الأرض سواء كان من المطبوع حديثا أو من المخطوط قديما، وفتحت سورة الأحزاب لوجدت الآية التاسعة منه تحكي قصة الرياح والجنود التي نصر الله بها محمدا (ص)، وبهذا تعلم ويعلم كل منصف أن القرآن الذي بين أيدينا هو الذي أنزل على محمد (ص)وسجل معجزاته، فكأنك تراها الآن رأي العين "
وكل ما قاله هنا لا لزوم له ثم حدثنا عن توثيق أهل الحديث لتلك المعجزات فقال:
"ثانيا : توثيق هذه المعجزات في السنة النبوية :
وقد حفظت لنا كتب السنة النبوية الموثقة كثيرا من تفاصيل المعجزات التي سجلها القرآن، كما سجلت كثيرا من الخوارق والمعجزات التي لم تذكر في القرآن، وكان التوثيق في تلك الكتب بالغ الدقة ، لا يقبل تشكيك مشكك ، فكأنك ترى المعجزات المذكورة فيها رأي العين .
وذلك لأن النبي (ص)كان محط أنظار أصحابه، الذين أمرهم الله بالاقتداء به في قوله تعالى ("لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا كما أمرهم الله بطاعته واتباع أمره واجتناب نهيه. قال تعالى: وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى: ولا تتحقق الأسوة والطاعة إلا بتتبع أقواله وأفعاله وأحواله (ص).
وكان (ص)يحثهم على الأخذ عنه ومراقبة أفعاله ومتابعتها، كقوله (ص)"عليكم بسنتي"، وقوله "خذوا عني مناسككم" ، وقوله : "صلوا كما رأيتموني أصلي" ونحو ذلك من النصوص التي تحث على ملاحظة أقواله وأفعاله (ص).
ولذلك كانت أعماله (ص)وأقواله وحركاته وسكناته ومعجزاته الشاهدة بصدق رسالته محل مراقبة من أصحابه لأنها دين يتلقى، ويتوقف دخولهم الجنة ، ونجاتهم من النار على اتباعه .
ولما كان الصحابة رضي الله عنهم هم الشهود المباشرون لتلك المعجزات النبوية والناقلون لها ، وجب علينا أن نعلم مكانتهم من الضبط والعدالة والتوثيق .
الصحابة حملة الدين الثقات :
أ- شهادة القرآن والسنة لهم :
لقد قيض الله لخاتم الأنبياء والمرسلين جيلا من الصحابة الصادقين المؤهلين لحفظ الدين ، وأخبر سبحانه أنه قد أعد هؤلاء الصحابة إعدادا إيمانيا رفيعا. ليكونوا أهلا لشرف الصحبة وحمل الرسالة وشهد الله عزوجل لهؤلاء الصحابة الكرام من مهاجرين وأنصار بصدق الإيمان فقال سبحانه وأخبر سبحانه أنه قد رضي عنهم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم "وقال تعالى مبينا فضل المهاجرين والأنصار ومثنيا عليهم
وقال تعالى عن أهل بيعة الرضوان "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد الله عليه فسيؤتيه أجرا عظيما "أي فعلم ما في قلوبهم من صدق النية والوفاء بالبيعة. وقال النبي (ص)لأصحابه حينذاك : "أنتم خير أهل الأرض".
واستخلفهم الله تعالى في الأرض لتمكين دينه ونشره بين الناس، كما قال تعالى مخاطبا نبيه وأصحابه "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"وأثنى الله سبحانه عليهم يدخل فيه الصحابة رضي الله عنهم دخولا أوليا ، لأنهم أول من خوطب بهذه الآيات الكريمات من الأمة المحمدية ، ولتحقق التمكين لهم في الأرض كما وعدهم الله .
وجعل الله سبحانه الصحابة والأمة من بعدهم شهودا على الأمم ، وذلك لفضلهم وخيريتهم كما قال تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"
ومعنى الوسطية هنا كونهم عدولا وأخيارا ، كما قال النبي (ص)يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له : هل بلغت ؟ فيقول : نعم يا رب ، فتسأل أمته هل بلغكم فيقولون : ما جاءنا من نذير ، فيقول : من شهودك ؟ فيقول : محمد وأمته ، فيجاء بكم فتشهدون. ثم قرأ رسول الله (ص)قال : عدلا ، (البقرة والصحابة أول الأمة دخولا في هذه الآية .
وقال النبي (ص):- (خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم) .
وقال (ص): (لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
وعن عبدالله بن عمر عن الصحابة : "… كانوا خير هذه الأمة: أبرها قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقلها تكلفا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه (ص)، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم فهم أصحاب محمد (ص)وكانوا على الهدى المستقيم".
وقال عبدالله ابن مسعود: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد (ص)فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوا سيئا فهو عند الله سيئ".
ب- شهادة الأمة بعدالة الصحابة :
قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي : "وقد أثنى الله – تبارك وتعالى– على أصحاب رسول الله (ص)في القرآن والتوراة والإنجيل ، وسبق لهم على لسان رسول الله (ص)من الفضل ما ليس لأحد بعدهم ، فرحمهم الله وهنأهم بما آتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين ، أدوا إلينا سنن رسول الله (ص)عاما وخاصا وعزما وإرشادا ، وعرفوا من سننه ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وعقل وأمر.
وقال ابن أبي حاتم:-
فأما أصحاب رسول الله (ص)فهم الذين شهدوا الوحي والتنزيل وعرفوا التفسير والتأويل ، وهم الذين اختارهم الله – عز وجل- لصحبة نبيه (ص)ونصرته وإقامة دينه وإظهار حقه، فرضيهم له صحابة ، وجعلهم لنا أعلاما وقدوة ، فحفظوا عنه (ص)ما بلغهم عن الله – عز وجل – وما سن وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر ، ووعوه وأتقنوه ، ففقهوا في الدين ، وعلموا أمر الله ونهيه ومراده ، بمعاينة رسول الله (ص)ومشاهدتهم منه تفسير الكتاب وتأويله ، وتلقفهم منه واستنباطهم عنه ، فشرفهم الله – عز وجل – بما من عليهم وأكرمهم به من وضعه إياهم موضع القدوة فنفى عنهم الشك والكذب والغلط والريبة والغمز ، وسماهم عدول الأمة ، فقال – عز وجل– في محكم كتابه "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "ففسر النبي (ص)عن الله – عز ذكره – قوله (وسطا) قال : "عدلا" فكانوا عدول الأمة وأئمة الهدى وحجج الدين ونقلة الكتاب والسنة ، وندب الله – عز وجل – إلى التمسك بهديهم والجري على منهاجهم ، والسلوك لسبيلهم ، والاقتداء بهم، فقال"أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده طووجدنا النبي (ص)قد حض على التبليغ في أخبار كثيرة ، ووجدناه يخاطب أصحابه فيها منها : أن دعا لهم فقال : (نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) وقال (ص)في خطبته : (فليبلغ الشاهد منكم الغائب). وقال (ص): (بلغوا عني ولو آية…)،
ثم تفرقت الصحابة في النواحي والأمصار والثغور وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام ، فبث كل واحد منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكموا بحكم الله– عز وجل– وأمضوا الأمور على ما سن رسول الله (ص)، وأفتوا فيما سئلوا عنه مما حضرهم من جواب رسول الله (ص)عن نظائرها من المسائل ، وجردوا أنفسهم - مع تقدمة حسن النية والقربة إلى الله تقدس اسمه - لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام حتى قبضهم الله – عز وجل – رضوان الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين".
جـ- شهادة الأمم :
ولقد شهدت البشرية شعوبا وقبائل وأمما – ممن احتك بهم الصحابة والتابعون – في شمال الأرض وجنوبها وشرقها وغربها بصدق ما أخبر به القرآن عن أولئك الصحابة الذين خبروهم في حال السلم والحرب .
وبالرغم من أن الصحابة قد جاءوهم فاتحين مقاتلين ، إلا أنهم سرعان ما أحبوهم وتعلقت قلوبهم بهم ، بعد أن رأوهم في الصورة المثلى للمؤمن الصادق، ونقلت هذه الشعوب إلى أهلها وأبنائها وذراريها من بعدها حب أولئك الأصحاب ، فأنشأت علاقة الفتح في قلوب الأمم والشعوب والقبائل التي فتحت المحبة والمودة والتبجيل والثناء والتأسي الحسن بأولئك الأصحاب والتابعين الفاتحين .
وهذا بعكس ما شهد ويشهد به تاريخ البشرية من العلاقة السيئة المملوءة بالحقد والكراهية والبغضاء التي تنشأ بين الشعوب المغزوة والجيوش الغازية .
والسر في ذلك هو أن هؤلاء الفاتحين ما جاءوا يريدون دنيا الناس ، ولكن جاءوا ليخرجوا هذه الشعوب – بإذن الله – من الظلمات إلى النور ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام متمثلين قول الله تعالى : "هو الذى يصلى عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور"
وهذا الجيل الصادق من الصحابة ومن بعدهم ممن تبعهم بإحسان هم الذين رووا لنا ما شاهدوا من البينات والخوارق والمعجزات التي كانت سببا في زيادة إيمانهم وتيقنهم من صدق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
د- دقة توثيق الصحابة :
لقد كانت أعين هؤلاء الصحب الكرام كعدسات الكميرات، وآذانهم كأجهزة التسجيل الدقيقة التي تلتقط كل شئ لأنهم يعلمون أن دخولهم الجنة متوقف على تأسيهم بأفعاله وأحواله (ص)، وطاعتهم لأقواله ، فكانت أعينهم شديدة المراقبة لحركات الرسول وسكناته، وكانت آذانهم مرهفة السمع لأقواله ، وكانت قلوبهم متلهفة ومتعطشة لسماع الحق والنور والهدى ومعرفته وقبوله فنقلوا لنا فيما نقلوا بينات رسالته ، وأحوال عبادته ، وحديثه وهديه وسنته ، ودقائق أحواله الشخصية وتصرفاته (ص)، مع أصحابه وأهله وأعدائه ، وتفاصيل عادته في يقظته ونومه وطعامه وشرابه وسائر شؤونه ، وتصرفه في أحرج اللحظات التي مرت به وكذا في أوج انتصاراته، وحين المكاره ، وتفاصيل محاولات الكفار والمنافقين لخداعه ومساوماتهم له ، فكانت سيرته العطرة (ص)نورا مشاهدا لمن حوله .
ثم نقل لنا هؤلاء الأصحاب ما رأوه وشاهدوه وسمعوه من معجزات نبيهم (ص)وأقواله وأفعاله ، يحدوهم الشوق للأجر في تبليغ العلم والدين كقوله (ص)نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه)، وتحثهم طاعتهم لرسولهم (ص)إلى المسارعة في نشر العلم، فهو القائلبلغوا عني ولو آية) ،ويدفعهم القرآن إلى الحذر من كتمان العلم كقوله تعالى (البقرة:-)
وكقوله (ص): (من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)
وقد نقلوا ما نقلوه بدقة بالغة وأمانة عالية ، لأنهم يعلمون حرمة الكذب في دين الإسلام عامة، وحرمته بشكل أشد على الرسول (ص). كيف وقد رووا عنه قوله (ص): (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)، حتى كان بعضهم يتحرج من الرواية عنه (ص)خشية أن يخطئ فينقل ما لم يسمع ، مما يدلنا على مدى التوثيق البالغ لسنة النبي (ص).
دقة توثيق التابعين :
وجاء الجيل الذي بعدهم وهم التابعون ناقلين لبينات رسول الله (ص)ومعجزاته وأقواله وأفعاله ، يدفعهم شوقهم للأجر الكبير في طلب العلم كقوله (ص): (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
وقوله : (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم).
فكان هؤلاء التابعون أرضا صالحة طيبة تتشرب نصوص السنة النبوية وأخبارها، تحفزهم دوافع التلقي نفسها التي كانت تحفز الصحابة على التلقي وأخذ الدين ، ويحثهم على الضبط والإتقان ما كان يحث الصحابة الكرام على ذلك ، وكانوا يعوضون ما فاتهم من مشاهدة الرسول (ص)وسماعه بكثرة اسئلتهم لشيوخهم من الصحابة ودقة حفظهم ، فكانوا كأدق آلات التسجيل حفظا ، يخشون أي زيادة أو نقص في الدين، واستعانوا بالتدوين لحفظ ما سمعوا من أقوال وأفعال ومعجزات الرسول (ص)، وهكذا من جاء بعدهم من تابعيهم ومن بعدهم إلى أن اكتمل تدوين علم الحديث النبوي ، ودونت معه المعجزات وبينات الرسالة في الكتب المصنفة التي تناقلتها الآلاف المؤلفة من المسلمين جيلا بعد جيل عن طريق الحفظ والكتابة معا ، بحيث يستحيل معه التشكيك فيها وفي نسبتها إلى مؤلفيها. وقد اشترط المحدثون للحديث الصحيح شروطا بالغة الدقة كما سيأتي بيانه ومنها أن يكون جميع رواة الحديث عدولا سالمين مما يقدح في دينهم ، ضابطين لما نقلوه من العلم حفظا وكتابة يبعث على الثقة في نقلهم .
هذا مع ما بذله حملة الحديث رحمهم الله من جهود عظيمة لجمع الحديث النبوي وتصنيفه وتأليفه، وحفظه عن ظهر قلب ، فقد كانوا يسافرون المسافات الطويلة ويتحملون مشاق السفر والاغتراب لجمع الحديث النبوي ، والبحث عن الأسانيد العالية ولقاء أكابر العلماء ويبذلون في ذلك أموالهم وأوقاتهم وجهودهم رخيصة في سبيل جمعه ، ويسافر أحدهم الليالي والأيام لطلب الحديث الواحد ويقيمون المجالس العلمية لسماع الحديث النبوي وإملائه واختبار حفاظه ، وإقامة المدارس لمدارسته وتعليمه للأبناء ، مع ما يبذلون من جهود في تدوينه وترتيبه وتبويبه والفحص عن العلل التي قد تكون في إسناده أو متنه ، والتحري في ألفاظه وجمع رواياته ، والبحث في أحوال رواته وسيرتهم للتوثق من صحة ما ينقلونه من الحديث، حتى وجد في الأمة من يحفظ عشرات الآلاف من الأحاديث بأسانيدها عن ظهر قلب، وكل ذلك يعملونه بنفوس راضية مطمئنة مستبشرة بما تناله من الأجر من الله سبحانه على ذلك، لأنه يشكل بالنسبة لهم دينهم الذي تقوم عليه سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ممتثلين أمر ربهم عز وجل القائل سبحانه : (الحشر .
منهج نقد الرواية :
ولما ظهر بعد جيل الصحابة بعض من لا يوثق بروايته، قيض الله أئمة الحديث والجرح والتعديل الذين شيدوا علم الرجال والتاريخ والجرح والتعديل، الذي ضم آلاف الرواة مبينا حال كل راو من حيث أنه معروف أو مجهول، ومن حيث مدى حفظه وضبطه وإتقانه وشيوخه وتلاميذه وسنة ولادته وسنة موته ، وهل بقي حفظه كما هو أم تغير في آخر عمره لكبر سنه ، أو لحادث أصابه ، وما أشبه ذلك من مقاييس الجرح والتعديل، بل وصل الأمر إلى جمع روايات الثقات العدول ومقارنتها لمعرفة إن كان أحدهم قد وهم في لفظة أو جملة ، إلى أن استقر الأمر عند علماء الحديث والسنة فوضعوا شروطا للحديث الصحيح المقبول عن رسول الله (ص)"
كل هذا الكلام الذى قاله الزاندانى عن عدالة الصحابة والتابعين لا يقدم ور يؤخر فى المسألة فالقوم لم ينقلوا ولم يوثقوا شيئا عن المعجزات المزعومة لأنه لم يكن لها وجود حتى يتم توثيقها فى الروايات لأن الله فى كتابه أخبرنا أن معجزات النبى(ص) الأخير لم يراها أحد لا مسلم ولا كافر ومن ثم لا يمكن أن يكذب الصحابة ويكونوا هم من قالوا كل تلك الروايات لأنهم بذلك يكذبون كتاب الله الذى أعلنها صراحة لا وجود لآيات أى معجزات رآها الناس لأن الله منعها فى عهد محمد(ص) فقال :
" وما منعا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وإنما الآيات وهى المعجزات التى أثبتها الله فى القرآن لرسول(ص) رآها وحدها أو لم يراها أحد من البشر وإن أحسوا بآثارها كما فى غزوة الأحزاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد كتاب خوارق العادات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نقد كتاب كتاب الديوان في العهد النبوي
» نقد كتاب فصل الخطاب فى تحريف كتاب رب الأرباب
» نقد كتاب أدب الاختلاف
» نقد كتاب القلوب
» نقد كتاب الطواسين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب لكل العرب :: الديني :: ********..::المنتدى الديني::..*********-
انتقل الى: