منتديات العرب لكل العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رضا البطاوى
عضو ذهبي
عضو ذهبي



ذكر عدد الرسائل : 807
العمر : 56
الدولة : مصر
السٌّمعَة : 10
نقاط : 14595
تاريخ التسجيل : 28/05/2010

قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية Empty
مُساهمةموضوع: قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية   قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية Empty2021-05-06, 12:41


قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية
الكتاب تأليف محمد الحسيني الشيرازي وقد استهل الشيرازى الكتاب ببيان معنى المودة والمحبة والفرق بينهما فقال:
"بين المحبة والمودة:
قال تعالي في محكم كتابه الكريم:
"إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
الود معناه المحبة والألفة وأحيانا يفرق بين المودة والمحبة، فالمودة تطلق علي الحب الذي يتجاوز القلب ويظهر من خلال الأفعال ولكن المحبة حب يكمن في القلب ولا يتجاوزه إلي السلوك فأحيانا يحب الإنسان صديقا له في قلبه فقط فهذا يسمي (الحب) وأحيانا يهدي إليه كتابا تعبيرا له عن حبه وإظهارا لمودته فيسمي مودة، فالله سبحانه وتعالي يقول: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات" يجعل لهم الله مودة وهذا أمر طبيعي؛ لأن القلوب كلها بيد الله سبحانه، والله عز وجل هو الذي يجعل الإنسان الصالح موضع اعتزاز الناس ومحبوبا عند الجميع.
ولذلك ورد في الخبر: ما أقبل عبد بقلبه إلي الله إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتي يرزقهم مودتهم ورحمتهم ومحبتهم. وورد أيضا: إن الله إذا أحب مؤمنا قال لجبرائيل: إني أحببت فلانا فأحبه فيحبه جبرائيل، ثم ينادي في السماء ألا أن الله أحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له قبول في أهل الأرض"
ما ذكره الشيرازى عن تفسير الود فى ألآية خطأ فالود للذين آمنوا هو ثواب الله وهو الجنة مصداق لقوله بسورة فصلت "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون" لأن الآية قبلها فى أحداث القيامة وهى "إن كل من فى السموات والأرض إلا أتى الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا"
وأما حكاية جبريل(ص) والقبول المزعوم فيكذبها ان الرسل (ص) ولن يوجد أفضل منهم بين الناس لم يوضع لأحد منهم القبول فى نفوس أقوامهم إلا فى أعداد قليلة جدا فمثلا إبراهيم(ص) آمن به واحد وهو لوط(ص) كما قال تعالى "فآمن له لوط"(ص) ومثلا الرسل الثلاثة (ص) لقوم صاحب يس كما هو مشهور لم يؤمن بهم سوى واحد كما قال تعالى "وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين"
ومن ثم لا يوجد شىء اسمه وضع القبول فى نفوس الناس ومن ثم بتى الشيرازى عى الرواية الكاذبة الرواية التالية:
"ومن هنا جاء ما صح عن الإمام أمير المؤمنين أنه قال: «لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا علي أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجماتها علي المنافق علي أن يحبني ما أحبني، وذلك انه قضي فانقضي علي لسان النبي الأمي (ص) انه قال: يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق» فان قلوب الناس بيد الله تعالي وهو يهديها إلي الحب والولاء لبعض الأشياء وينفرها عن الأشياء الأخري"
والرواية هنا تتحدث عن نوع من الحب هو حب جنونى وإنما الحب فى الإسلام هو حب أى طاعة الله أى إتباع ما أنزل الله على رسوله(ص) كما قال تعالى :
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله"
وأما حب الرواية فهو حب شخص سواء أحسن أو أساء لمن يحبه وهو ما أعلن الله أنه لا يريده من المؤمنين حيث أحبوا بعض الكفار لشخوصهم فاعتبر من فعل هذا كفرا فقال :
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم جهادا فى سبيلى وابتغاء مرضاتى تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل"
فالمسلم عليه أن يود أى يحب الذى لا يسيىء إليه وأما المسيىء بالقتل كما فى الرواية فلا يمكن حبه فى دين الله
ورغم ما سبق فقد استشهد الشيرازى على صحة الرواية عن على وما هى بصحيحة بالاية التالية:
"ولذلك ورد في الآية الكريمة: "ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان"
وقطعا الآية لا تتحدث عن حب أشخاص أو كرههم وإنما عن حب دين الله وكره أديان الشيطان
وتحت عنوان الناس يحبون الصالحين قال:
"الناس يحبون الصالحين:
إن الإنسان الصالح له مكانة خاصة في قلوب الناس ويحظي بمحبتهم وودهم، فمثلا إذا كان الطبيب لا يأخذ أجرته إلا بمقدار حقه وجهده وعمله عد من الصالحين وعرف بالصلاح بين الناس، وبهذا يكون موضع اعتزازهم واحترامهم. وهكذا كل إنسان مهما كان عمله فما دام يعمل لله ويخدم الناس فان الله معه، وسيلقي محبته في قلوبهم، وبذلك يكون محبوبا عند الجميع .. هذه سنة من سنن الحياة التي أودعها الله في هذا الكون أن الصالح محبوب والطالح مبغوض ..
قصة الطبيب مع الفقراء
كان في مدينة بغداد طبيب عرف بمعاملته الجيدة تجاه مراجعيه، وإذا كان المراجع فقيرا ضعيف الحال، كان يعفيه عن دفع أجور المعاينة، بل كان أحيانا يعطي تكاليف الدواء والغذاء لمريضه أيضا كي يحصل علي الشفاء التام، وذات يوم راجعه أحد أهل العلم لبعض الالتهابات التي كانت قد أصابت حنجرته، وبعد أن قام بالفحص التام عن المرض وصف الدواء المناسب، ورفض أن يأخذ أجور العلاج بل وأصر علي ذلك، رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت من أجل الدفع .. إذ كان يقول: إني لا آخذ المال من طلاب العلوم الدينية وعلماء الدين ..
فمن الطبيعي أن إنسانا كهذا يحبه الناس ويحترمونه .. وقد ورد عن الإمام الصادق : « .. ثلاث تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل»
ولذلك لما توفي هذا الطبيب الطيب جري له تشييع مهيب وكأنه عظيم من عظماء البلد .. وهذا نتيجة أعماله الصالحة وخدمته للناس .."
وما قاله الشيرازى هو كلام خاطىء فلا يوجد فى المسلمين غير صالحين فلابد أن يكونوا جميعا صالحين ولذا تكرر قوله تعالى " الذين آمنوا وعملوا الصالحات" ومن ثم يكون المجتمع محب لبعضه فى الغالب وإن كان لابد أن يكون عادلا كله فى تعاملاته إن لم يكن هناك حب بين البعض كما قال تعالى " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا"
ثم روى الشيرازى لنا الرواية التالية:
" وقد روي عن الإمام الباقر : «إن فيما ناجي الله عز وجل به عبده موسي قال:إن لي عبادا أبيحهم جنتي وأحكمهم فيها، قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل علي مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به فهرب منه إلي دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه، فلما حضره الموت أوحي الله عزوجل إليه وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها ولكنها محرمة علي من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتي برزقه طرفي النهار»، قلت: من الجنة؟ قال: «من حيث شاء الله .. » "
رواية كاذبة لا يمكن أن يقولها إمام لمخالفتها قوله تعالى:
""ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين"
كما أن النار لابد أن تؤذى كل من فيها أذى مضاعفا كما قال تعالى:
"قال ادخلوا فى أمم من قبلكم من الجن والإنس فى النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون"
ثم روى الرواية التالية:
"وقال الإمام أمير المؤمنين : «خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم» "
ثم حدثنا عن ضرورة حسن الخلق فقال:
"حسن الخلق ضرورة:
ونحن طلبة العلوم الدينية ينبغي علينا أن نعاشر الناس علي نحو يتمنون أن نكون بينهم لنهديهم إلي الرشاد، كما كان رسول الله (ص) وأهل بيته عليهم السلام يعاشرون الناس، ولو لم نكن كذلك لخابت آمال الناس بنا بل الأسوأ من ذلك أنهم سيسيئون الظن بالإسلام أيضا؛ لأن الناس يرون الإسلام من خلال أخلاقنا وأعمالنا، فعلينا أن نتعامل بشكل لا يجلب احترام ومحبة الأصدقاء فحسب بل حتي الأعداء أيضا وهذه هي سيرة رسول الله (ص) والأئمة الطاهرين قال الله العظيم في القرآن الكريم: "وألقيت عليك محبة مني"
حتي أن فرعون كان يكن محبة خاصة لموسي (ص) وذلك لسلوك وأخلاق موسي الحسنة، فان الناس يميلون إلي الإحسان والأخلاق الحسنة
وقد ورد عن الرسول الأعظم (ص): «حسن الخلق يثبت المودة»
وعن الإمام علي أمير المؤمنين قال: «من حسن خلقه كثر محبوه وأنست النفوس به»
وبعكس ذلك سوء الخلق فانه ينفر عن الإنسان حتي أقرب الناس إليه كما قال الإمام أمير المؤمنين : «سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد» ، وأيضا: «من ساء خلقه مله أهله» "
الشيرازى هنا يحدثنا عن وجوب لين القلب وعدم الغلظة مع الناس لجمع الناس حول الفرد وهو ما أخبرنا الله به فى قوله للنبى(ص):
"فبما رحمة من ربك لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لإنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله"
ثم حكى الشيرازى حكايات لنا عن شهادات ألأعداء لأعدائهم فقال:
"الفضل ما شهدت به الأعداء:
ومن هذا القبيل ذكر أنه: لما دخل سنان علي عبيد الله بن زياد برأس الحسين أنشأ يقول:
أوقر ركابي فضة وذهبا
أنا قتلت الملك المحجبا
ومن يصلي القبلتين في الصبا
قتلت خير الناس أما وأبا
وخيرهم إذ ينسبون نسبا
فقال عبيد الله: ما تلقي مني خيرا إلا الحقتك به وأمر بقتله
وهذا يعني إن أخلاق الإمام الحسين وسلوكه الصالح مع أصدقائه وأعدائه أثارت مكنون ضمير قاتله وسابي نسائه حتي مدحه بهذه الأبيات الشعرية وذلك بوجه ألد أعدائه "
وكل هذا حكايا لا أصل لها فى التاريخ وإنما تركناها للمنفعة ثم بين وجوب ثبات الفرد على الخلق الحسن فحكى لنا حكايات هى:
"الثبات علي الخلق الحسن:
كان في كربلاء شخص يحبه الناس حبا جما حتي انه أصبح أمين الناس وموضع ثقتهم، فكانوا يودعون عنده أسرارهم وأماناتهم، وقد ساهمت سمعته الجيدة هذه بين الناس في تنصيبه قاضي القضاة في المدينة، ولكنه مع الأسف ما إن وصل إلي هذا المقام شوه ماضيه الحسن وذكره الجميل، فقد قابل الناس بالقسوة والغلظة الشديدة، الأمر الذي كشف للناس أن حب الدنيا كان مغروسا في قلبه طوال الأربعين عاما الماضية، حتي أنه بمجرد أن وصل إلي السلطة مال نحو الدنيا وحبذ مغرياتها علي حياة الآخرة.
بينما في المقابل نري أن أحد علماء الدين البارزين في العراق أصبح رئيسا للوزراء في فترة سياسية معينة حيث أنه قبل أن يرتقي إلي هذا المنصب كان رجلا بسيطا في تعامله وخلوقا مشهودا له، وبعد وصوله إلي هذا المقام لم يتغير وضعه وسلوكه أبدا، وإنما استمر علي الوضع السابق فقد كان يدرس في المدرسة الهندية ، وكانت له خالة عجوزا تسكن بجوار المدرسة يزورها باستمرار ويسأل عنها قبل حصوله علي منصب رئاسة الوزراء وعن صحتها وقد استمر علي زيارتها حتي بعد توليه هذا المنصب.
وذات يوم شوهدت سيارة فخمة واقفة أمام باب المدرسة الأمر الذي لم يعهده الطلاب من قبل، فكان الأمر بالنسبة إليهم غريبا تماما وباعثا علي الدهشة والاستفسار! وبعد لحظات خرج رئيس الوزراء من دار خالته العجوز، فعلم الناس أن هذا الرجل لم يغيره المنصب، ويخدعه ويضعه في زاوية حادة مع الناس لا يري أحدا ولا يراه أحد ، فهو مع مقامه المرموق هذا لم ينس خالته العجوز ولم ينس تدريسه في المدرسة الهندية، وأعماله الكثيرة لم تحل دون زيارتها وصلتها، وممارسة تدريسه في المدرسة "
وتحت عنوان القول والعمل حكى لنا حكايات أخرى من عصور قريبة عن وجوب موافقة العمل للقول فقال:
"القول والعمل:
قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب : «ذللوا أخلاقكم بالمحاسن وقودوها إلي المكارم وعودوها الحلم واصبروا علي الإيثار علي أنفسكم فيما تحمدون عنه قليلا من كثير .. »
وقال الإمام الصادق : «رحم الله عبدا حببنا إلي الناس ولا يبغضنا إليهم، وأيم الله لو يرون محاسن كلامنا، لكانوا أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء»
نقل أحد الأصدقاء بأنه قبل خمسة عشر عاما أقيم مؤتمر لمعارضة الخمور والحد من انتشار ظاهرة الإدمان علي الخمور وتعاطيها، وألقي بعض العلماء محاضرات جيدة في ذم الخمور والمشروبات الكحولية وبينوا الفساد الذي تسببه للإنسان من الناحية النفسية والصحية، وكان أحد الأطباء من جملة المحاضرين في المؤتمر حيث ألقي كلمة غراء مهمة ومثيرة جدا، بحيث لو سمعها أحد مدمني الخمر لتأثر من كلامه ولعله ترك الشرب .. ولكن في اليوم الآتي والكلام للصديق قال كنت أسير في الطريق، وإذا بي أري سكرانا يترنح يمينا وشمالا، ولما دققت النظر في وجهه اندهشت كثيرا لأني رأيت أنه ذلك الطبيب الذي ألقي تلك المحاضرة القيمة في ذم الخمور والكحول!!. فسلمت عليه وقلت له: إنك كنت في الأمس تذم الشراب ولكني أراك اليوم سكرانا تترنح؟! فأجاب: في الأمس كان الكلام واليوم هو العمل!!
نعم، وكما قيل كلام الليل يمحوه النهار، وهذه القصة عبرة لنا حتي لا نكون من الذين يقولون ما لا يفعلون وقد قال تعالي: "كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
فمن الضروري جدا أن نلتزم بالعمل بما نقول ونروي عن سيرة المعصومين عليهم السلام حتي تتطابق أقوالنا مع أعمالنا ويري الناس أننا نعمل علي ضوء أقوال الإمام الصادق والأئمة عليهم السلام.
وفي التاريخ الكثير الكثير من أمثال هذه العبر، فحينما حمل جيش الإسلام علي الروم، اجتمع كبار العسكريين الروم وأخذوا يتباحثون في أسباب تقدم المسلمين في الحرب مع أنهم يفقدون التكتيك العسكري والأسلحة الثقيلة في الحرب؟ فأبدي واحد من المجتمعين رأيه ولكن لم يحظ بالقبول، إلي أن قال أحدهم: لنسأل هذا العبد الذي يخدم الحضور في المجلس فسألوه .. فقال: الخادم هل أنا في أمان لو قلت لكم الحقيقة؟ قالوا: نعم، فقال: إن السبب يكمن فيكم لأنكم استعبدتم الشعب الرومي حتي نبذوكم وانفضوا من حولكم، وحينما رأوا المسلمين وسلوكهم وأخلاقهم الحسنة صاروا تائقين مشتاقين، إليهم وأنا أحد الذين يتمنون انتصار المسلمين فسألوه عن سبب ذلك فأجابهم: كان لي بالقرب من هذا المكان (أي مكان الاجتماع) بستان أعيش فيه مع زوجتي وأولادي الأربعة في رغد وصفاء، حتي جاء نبأ هجوم المسلمين علي بلاد الروم فأخذتم كل أولادي للحرب، ولم ينفعكم إصراري الكثير لبقاء أحد أولادي معي علي الأقل ليكون عونا لي في خدمة العائلة، ولما مر جيش الروم من أمام بستاني لمقاتلة المسلمين خطف قادة عسكركم زوجتي من بيتي، وهدموا بستاني، بحجة أنه كان واقعا في طريق الجيش، واليوم أصبحت عاجزا لا أملك من المال شيئا حتي اضطررت لأن أخدمكم ههنا!!. فهذه السياسة المملوءة بالعنف والغلظة هي التي سببت انهزامكم أمام المسلمين الذين يتمتعون بالتعامل الإنساني والرحمة والإحسان حتي مع خصومهم وهم يسيرون علي نهج دين يدعو للرحمة والمحبة وينهي عن الظلم والاعتداء والغلظة"
ثم حدثنا الشيرازى عن وجوب إعطاء الناس حقوقهم وحكى لنا حكايات أخرى بعضها إن صدقه هو فقد تم الكذب عليه وكذب هو كلام الله فقال :
"حقوق الناس:
الإسلام هو الدين الوحيد الذي أعطي لكل ذي حق حقه بمنتهي العدالة والدقة، فإن الناس في المنظار الإسلامي سواسية لا يفرق بينهم، رجالا ونساء شيوخا وشبابا وأطفالا وحتي الجنين في بطن أمه، فان لكل واحد منهم الحقوق والأحكام الإلهية التي لا يجوز التعدي عليها تحت أي عنوان كان، فقد جاء أن أحد الزهاد وتاركي الدنيا عبد الله كثيرا وحارب نفسه بشدة، حيث كان لا يأكل إلا القليل من الطعام، ولا ينام علي مكان ناعم ومريح وترك جميع الملذات، وقد استمر علي هذا الحال حتي بلغ الستين من العمر وفارقت روحه الدنيا، وبعد فترة شاهده أحد الصالحين في عالم الرؤيا وسأله: يا فلان كيف أنت؟ قال: حتي الآن لم يدخولني الجنة لأني أخذت إبرة من شخص علي شكل عارية ولم أرجعها إليه واليوم منعوني من دخول الجنة لتعلق حق الناس في رقبتي
يقول الله سبحانه وتعالي: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" "
هذه الحكاية وهى تعليق الفرد فلا جنة ولا نار هو من ضمن الخبل فبعد الموت إما جنة أو نار كما قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال:
" الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
ثم قال :
"والإمام علي بن أبي طالب لما وصلته الخلافة الظاهرية نادي في الناس: «والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته؛ فان في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق»
وقال : « .. وايم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته حتي أورده منهل الحق وان كان كارها»
فإن حقوق الناس من الأمور الخطيرة في الإسلام التي يحاسب الإنسان عليها لا في الدنيا فقط بل في الآخرة، ولا ينال الإنسان رحمة الله ولا يذوق طعم العفو والمغفرة الإلهية إلا إذا رضي أصحاب الحقوق عنه"
ثم حدثنا الرجل عن حكايات من عصر قريب عن المكر والخديعة فقال:
"المكر والخديعة
كان عبد الكريم قاسم يحافظ علي نفسه بشدة وقاية من الاغتيال، حتي أن زائريه كان يجب عليهم العبور من تسعة مواضع بعناوين مختلفة مثل السكرتير أو المسئول أو غير ذلك حتي يتمكنوا من الوصول إليه ذات يوم ذهب بعض الناس في عمل خيري للقاءه، ولما وصل إلي السكرتير الأول رآه يؤذي الناس ويهينهم ولا يقيم لأحد وزنا فتركه حتي خلي به المجلس فعاتبه قائلا: لماذا تعامل الناس هكذا؟ قال: والله العظيم أنا أيضا مثل الطير المحبوس في القفص، فمن ناحية عبد الكريم قاسم يعد الناس باللقاء، ومن ناحية أخري يقول لي: لا تسمح لهم بالدخول علي، ولا أدري ماذا أصنع في هذه الحيرة!؟
هناك مثل شائع يقول: الإنسان يستطيع أن يتكئ علي رؤوس الحراب ولكن لا يستطيع الجلوس عليها، والحاكم الذي يستغل الناس ويستعبدهم لا يتمكن أن يستقر حبه في قلوبهم ولا يحظي برضاهم وتأييدهم، إن الحاكم القوي هو الذي يتمكن أن ينفذ إلي قلوب الناس ويعيش في وجدانهم بالإحسان إليهم واحترامهم ومنحهم حقوقهم، إن عبد الكريم بسياسته الكاذبة الغليظة هذه لا يتمكن من البقاء علي كرسي الحكم إلا فترة وجيزة، وفعلا لم تمر أيام قلائل حتي أطيح به عن كرسي الرئاسة.
فان الناس يحبون الصالحين ويودون الرحماء ويدعمونهم بكل شيء، بينما تجدهم ينفضون عن الأشداء الذين يعاملون الآخرين كعبيد لهم ولا يقيمون وزنا لأي شيء"
ثم ذكر الرجل آيات قرآنية وروايات فى الموضوع دون أن يشرحها أو يبين وجه الاستفادة منها لأنها بذلك غير ذى فائدة للقارىء ولذا حذفتها ثم تحدث عن كيفية كسب حب الله فقال :
"كيف نكسب حب الله سبحانه؟
قال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب في حديث المعراج: «إن النبي سأله ربه ليلة المعراج .. يا محمد، وجبت محبتي للمتحابين في ووجبت محبتي للمتعاطفين في ووجبت محبتي للمتواصلين في ووجبت محبتي للمتوكلين علي، وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية، وكلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما .. »
وقيل لعيسي : علمنا عملا واحدا يحبنا الله عليه؟ قال: «ابغضوا الدنيا يحببكم الله»
وقال الإمام الصادق : «إذا تخلي المؤمن من الدنيا سما ووجد حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط، وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم يشتغلوا بغيره»
وقال أيضا: « .. وطلبت حب الله عز وجل فوجدته في بغض أهل المعاصي»
أي الناس أحب إلي الله سبحانه؟ قال الرسول الأعظم (ص): «أحب عباد الله إلي الله أنفعهم لعباده وأقومهم بحقه، الذين يحبب إليهم المعروف وفعاله» وسئل (ص): من أحب الناس إلي الله؟ قال: «أنفع الناس للناس»
وقال (ص): «الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلي الله من نفع عيال الله وأدخل علي أهل بيت سرورا»
وقال الإمام الصادق : «قال الله عزوجل: الخلق عيالي فأحبهم إلي الطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم» وعنه أيضا:
«إن لله عبادا من خلقه في أرضه يفزع إليهم في حوائج الدنيا والآخرة، أولئك هم المؤمنون حقا آمنون يوم القيامة ألا وإن أحب المؤمنين إلي الله من أعان الفقير من الفقر في دنياه ومعاشه ومن أعان ونفع ودفع المكروه عن المؤمنين» "
ونلاحظ أن الشيرازى ترك الآية الأساس فى الموضوع والتى لا يذكر معها رواية وذكر الروايات دون ذكرها وهى :
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم"
ومعظم الروايات السابقة تعارض كتاب الله وهى :
-الخلق عيال الله - الخلق عيالي فليس لله عيال أى أبناء كما قال " لم يلد ولم يولد"
- أن الأحب وهو الأفضل عند الله هم المجاهدون وهم ناس قد يبتعدون عن الناس لبقاءهم فى نحور الأعداء ومن ثم لا يعاملون فقراء ولا محتاجين إلا لماما وفى هذا قال تعالى :
"فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة"
ومن ثم مهما عمل القاعدون من أعمال خير لغيرهم لا يكونون أحب لله ولا أفضل وإنما الأفضل من باع نفسه وماله لله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة فى كتاب الإنسان والمحبة الاجتماعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة في كتاب الإنسان في الرؤية القرآنية
» نقد كتاب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
» نقد كتاب الإنسان الجامع مولانا جلال الدين
» قراءة فى كتاب الطامة
» قراءة فى كتاب بر الوالدين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات العرب لكل العرب :: الديني :: ********..::المنتدى الديني::..*********-
انتقل الى: