تجري إيران سنوياً العديد من المناورات العسكرية، برية وبحرية وجوية، وكل مرة تستعرض فيها أسلحة جديدة، صواريخ، غواصات، طائرات، تزعم أنها من إنتاج مصانعها العسكرية، واعتادت أن تصحب كل مناورة بتصريحات نارية يطلقها قادتها السياسيون والعسكريون مهددين فيها بأنهم سوف يحرقون القواعد الأجنبية ومنصات النفط في دول الخليج العربي إذا ما تعرضت إيران أو أياً من حلفائها لعدوان ما. وعند اختبار أي سلاح إيراني جديد في هذه المناورات تنبري وسائل الدعاية الإعلامية والأقلام المأجورة لتوهم الجماهير العربية، المصابة بعقدة هزائم الجيوش العربية المحنطة، من أن صواريخ شهاب العابرة للقارات وغيرها من الأسلحة الإيرانية الغير تقليدية إنما وجدت للدفاع عن القضية الفلسطينية، ونتيجة لكثرة ترديد التصريحات الإيرانية الخاوية، فقد ذهب البعض من قيادات الحركة الفلسطينية ومنهم مع الأسف الشديد (بعض) الأخوة في حركة المقاومة الإسلامية، إلى تصديق هذه التصريحات الإيرانية وأصبح هذا البعض ينافس قادة حزب الله اللبناني لإثبات ولائه للنظام الإيراني دون أن يتوقف عند هذه التصريحات ويراجع المواقف الإيرانية التاريخية من القضية الفلسطينية ومكانة القدس وفلسطين في العقيدة الدينية للنظام الإيراني.
،
نحن لا نلوم بعض الحركات الفلسطينية حين تذهب إلى طهران لأخذ بعض المساعدة المالية منها، لقد أثبتت الوقائع أن القضية الفلسطينية لا تسوى لدى القادة الإيرانيين أكثر من ورقة تستخدم لتحقيق مكاسب سياسية وليس لها أي علاقة بعقيدة دينية أو مواقف إنسانية، اعتقد أن مثل هذه الكلمات قد تختصر الكثير من القول فيما يخص نظرة النظام الإيراني الحقيقية للقضية والشعب الفلسطيني. فالمطلوب من المراهنين على نظام طهران أن يعيدوا حساباتهم وأن أرادوا الاستمرار بالأخذ من إيران فليأخذوا ولكن من دون أن يتحولوا إلى إبوقاء لنظامها، وان لا يتحولوا أعداء للأنظمة العربية، التي على كل ما فيها يبقى ما قدمته وتقدمه لفلسطين لا يمكن مقارنته بالفتات الذي يقدمه النظام الإيراني.
وليتذكر الجميع أن غزة احترقت وإيران لم تحرك ساكنا و كفى
__________________