عدد الرسائل : 807 العمر : 56 الدولة : مصر السٌّمعَة : 10 نقاط : 14595 تاريخ التسجيل : 28/05/2010
موضوع: قراءة في خطبة أحكام الرؤى والأحلام 2022-06-21, 13:40
قراءة في خطبة أحكام الرؤى والأحلام الخطيب صالح بن عبد العزيز آل الشيخ والكتاب قبل تفريعه كان تسجيلا صوتيا لخطبتى جمعة من الجمع الحالية وتم كتابته ككتاب وهو يدور جول أحكام الرؤى وقال استهل الحديث بالحديث عما جاء في سورة يوسف (ص) من الأحلام فقال: "أيها المؤمنون إن الرؤى والأحلام تشغل كثيرا من الناس؛ لأنه ما من يوم إلا ويحصل لهم فيه رؤى أو أحلاما، والشرع المطهر جاءنا بتفصيل أحكام الرؤى وتفصيل أحكام الأحلام وما يتصل بهذه أو بتلك؛ بل إن أصولها قد جاءت في القرآن العظيم. ألم تر سورة يوسف عليه السلام حيث إنه جل وعلا أخبرنا أن يوسف عليه السلام رأى رؤيا ثم تحققت تلك الرؤيا بعد كثير من السنين "إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين"[يوسف:4]، قال جل وعلا في آخر السورة "ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا"[يوسف:100]، يعني أن إخوته كانوا هم الكواكب وكان أبوه وكانت أمه هما الشمس والقمر. كذلك في تلك السورة أخبر الله جل وعلا عن الملك الكافر حيث إنه رأى رؤيا فجاءت رؤياه حقا، قال جل وعلا عن الملك "وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون(43)قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين"[يوسف:43-44]." "وبعد ذلك تحدث عن أن الدنيا أول الوحى له كان الرؤى الصادقة فقال : ونبينا عليه الصلاة والسلام أول ما بدئ به الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ يعني يراها كما هي عيانا في الواقع كما رآها مناما، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة» قال كثير من العلماء لعل معنى هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما بدئ به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح، فاستمر ذلك معه قبل نزول جبريل عليه السلام عليه ستة أشهر، ثم إنه عليه الصلاة والسلام استمرت نبوته ورسالته ثلاثة وعشرين سنة، وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة." وبالقطع الرؤى ليست وحيا فلم يقل الله عن أى رؤيا ذكرها كونها وحى لأن الوحى يتعامل مع الواقع وليس مع الأحلام وأما حكاية تقسيم النبوة لست وأربعين جزء أة سبعين أو ستين في أحاديث مناقضة فهو من ضمن الخبل لأن النبوة شىء واحد هو : الإيحاء للنبى أيا كان وتحدث عن وجودين معبرين للرؤى فقال : "والرؤى لها مقام عظيم من أول البشرية، كانوا يعتنون بها؛ لأن أمرها غريب ولأن شأنها عجيب، ولهذا قل أن يكون زمن إلا وفيه معبرون يعتنون بتعبير الرؤيا ويهتمون بذلك لأنها تشغل الناس،… والله جل وعلا بين أصول الرؤى وأنها تنقسم إلى: رؤيا من المسلم المؤمن الكامل وفيها تكون رؤيا حق، وقد تكون الرؤيا الحق من الكافر الذي يشرك بالله جل وعلا." وهذا كلام مخالف لكتاب الله فتأويل الأحاديث وهو الرؤى لا يعطى إلا لرسول مثل يوسف (ص) علمه الله إياه فقال : " ولنعلمك من تأويل الأحاديث " وأما المعبرون الحاليون فمجرد نصابين وإن ادعوا العلم وولاية الله فالرؤى هى أحداث مستقبلية أى غيب ولا يعلم الغيب أحد إلا الله كما قال تعالى : " قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله" وكل ما يحدث هو أن صاحب الرؤيا أو من حوله يعرفون التأويل قليلا عند حدوث ما ذكر في الحلم ثم قال : قال أهل العلم: الروح؛ روح الإنسان ثلاثة أنفس. فإن الروح منقسمة إلى أنفس قال جل وعلا "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى"[الزمر:42]، فالروح أنفس، والأنفس في حال المنام: منها نفس تكون مع النائم يتردد بها نفسه وتستقيم بها حياته. ونفس أخرى يقبضها الله جل وعلا ويتوفاها فتكون عنده. والنفس الثالثة تسرح وتذهب هاهنا وها هناك منفصلة عن البدن. وكل هذه الأنفس قريبة من البدن تعود إليه في أقرب من لمح البصر. أما النفس التي تتجول فهذه النفس هي التي يحدث منها ومن تجوالها الرؤى والأحلام." والشيخ هنا يزعم أن الروح عدة أنفس ولا يوجد معه أى دليل على هذا التقسيم وما في الآية المستشهد بها يكذبه فالنفس واحدة لا ثانية وهى التى يأخذها الله عند النوم وعند الصحو يعيدها للجسم مرة أخرى ,اما التنفس فلا يسمى نفسا لتعلقه بعمل الجسم وأما النفس الميتة المقبوضة فهى نفس الأخرى التى تؤخذ وترسل قبل موتها والأحلام هى عودة النفس للجسم في حالة ليست عودة كاملة لتذكر صاحبها لما يجرى في الخلم غالبا وقسم الشيخ الرؤى إلى نوعين حق ملائكى وباطل شيطانى فقال : "فإذا نفثها ملك فضرب لها الأمثال إما بالألفاظ وإما بالأشكال وإما بالوقائع والذوات والقصص، فإن الرؤيا تكون حينئذ ضرب من الملك. وهذا القسم هو الرؤيا التي هي الحق. ( والقسم الثاني: أن يأخذها الشيطان فيتلاعب بها، يري الإنسان ما يغيظه، يري الإنسان ما يكرهه، وينغص عليه منامه، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت البارحة أن رأسي قطعت فأخذت أتبعها. قال عليه الصلاة والسلام «لا يخبر أحدكم بتلاعب الشيطان به في منامه»." وبعد هذا التقسين الثنالئى عاد فقسمها حسب حديث تقسيما ثلاثيا فقال : كذلك قد تكون تلك النفس تتجول ويؤثر عليها تعلقها بالبدن، فإذا شبع الإنسان -مثلا- أثر شبعه على تلك النفس، فإذا كان في نفسه من الخواطر ما فيه أثر ذلك على نفسه، فرأى ما شغل باله أو رأى ما أثر عليه من بدنه، لهذا ثبت في الصحيح -صحيح مسلم- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك، ومنها ما هو تلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم، ومنها ما هو حديث نفس» وهذه هي أقسام الرؤيا. فمنها ما يكون حقا يضربه الملك لك أيها المؤمن؛ بل يضربه الملك للمؤمن والكافر، فيكون بتلك الأمثال إشارات يعقلها العلماء كما قال جل وعلا "وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون"[العنكبوت:43]. ومنها ما يكون من تلاعب الشيطان يري الشيطان للإنسان؛ يعني نفسه التي أخذها في المنام وذهب بها إلى ها هنا وها هنا، يريه أشياء مفزعة، يريه أشياء تحزنه، فيكون الإنسان في منامه محزونا، وذلك فعل الشيطان به، وربما لم يحزن في منامه؛ لكن يحزن إذا استيقظ، وهذا كله من الشيطان؛ لأن تلاعب الشيطان له دلالاته يستدل بها المعبرون على أن ذلك ليس الرؤى من الحق وإنما هو تلاعب الشيطان." وهذه التقسيمات تقسيمات باطلة فلا وجود لملائكة ولا شياطين تاتى بالرؤى أو الأحلام وإنما كلها من عند الله كما قال تعالى : " كل من عند الله" وزعم الشيخ حسب الأحاديث أن النبى(ص) كان ينشغل في صباحه بطلب أحلام المسلمين لتفسيرها بدلا من اشتغاله بحل مشاكلهم والإجابة على قضاياهم وتدبير أمور الدولة فقال : "والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر غالبا من كل يومه فإنه يقبل على أصحابه ويسألهم «هل رأى أحد منكم رؤيا»، فيخبره من رأى منهم بما رأى، فربما عبرها لهم عليه الصلاة والسلام، وذلك أن الرؤيا الصالحة مبشرة للمؤمن، فما ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال «لم يبق من النبوة إلا الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو ترى له»، فإن الرؤى الصالحة هذه مبشرات لأهل الإيمان" والحديث مناقص لقوله تعالى : " وخاتم النبيين" فقد انتهت النبوة تماما ؟ والرؤى الصالحة يراها المسلمون أنبياء وغير أنبياء بل يراها الكفار أيضا كرؤيا الساقى في قصة يوسف(ص) فهل الكفار أيضا ممن فيهم الجزء المتبقى من النبوة؟ بالقطع لا وتحدث عن كون التعبير لأهل العلم وهو خطأ فادح فتعبير وهو تأويل الأحاديث وهى الأحلام هو وحى من الله اختص به رسلا كيوسف(ص) وليس للناس ذلك لكونه وحى وقد قال: "وربما كانت الرؤى الصالحة محذرة لأهل الإيمان، فكم من صالح رام أمرا فأتته الرؤيا، تحذره من غشيان ذلك الأمر تحذره إما بصريح أو بإشارة، ولهذا أهل العلم الذين يعبرون الرؤى يستدلون....؛ بل بما رآه الرائي، يستدلون على تأويل الرؤيا بما رآه، تارة يستدلون باللفظ، وتارة يستدلون بالأشباه، وتارة يستدلون بالأبدان وما بينها من [التنافر]، وتارة يستدلون في تفسير الرؤيا بما يأتي للرائي، وكثير منها يكون من العلم الذي علمه الله جل وعلا من شاء من عباده "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]." وتحدث هما يفعله الناس حاليا عندما يرون رؤى فقال : "والناس اليوم خرجوا عما أرشدوا إليه شرعا في كثير من أمور الرؤى: فمنهم من فإذا رأى رؤيا أسرع في أن يسأل عنها كل من رأى سواء علم منه أنه يعلم التأويل أم لا يعلم، وهذا من الأمر الذي لا يسوغ؛ ذلك لأن تفسير الرؤى علم من العلوم والكذب فيه كذب على الملك؛ لأن الله جل وعلا جعل الملائكة تضرب الأمثال، فإذا فسر المفسر رؤيا وهي ليست برؤيا بل بحدس وتخمين منه فكأنه قال للذي رأى: هذا الذي رأيت رؤيا؛ يعني أن الملك ضرب له المثل لذلك، وقد يكون ذلك من تسويل الشيطان، وقد يكون ذلك من حديث النفس، والمتعجلون في هذا الأمر كثير. لذلك على المؤمن أن لا يسأل عن كل ما رآه، وعليه إن سأل أن يتحرى الذين يعلمون الرؤى -عرفوا بذلك-، وليس كل من عرف بتأويل الرؤيا وأصاب في كثير منها يلزم منه أن يصيب دائما، فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر لما سأله عن تعبير رؤيا فعبرها فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر «أصبت بعضا وأخطأت بعضا»، وأبو بكر رضي الله عنه كان من المعروفين بتأويل الرؤى، فلا يلزم من تعبير المعبر للرؤيا -إذا كان عنده علم بذلك- لا يلزم منه أن يصيب دائما، لكن الناس يتعجلون في هذا الأمر" والرجل هنا يجعل نفسه وغيره من أهل العلم أعلم من أبو بكر الرجل صاحب النبى(ص) وهو يقر بأن الرسول(ص) قال له أنه يصيب ويخطىء في التأويل فإذا كان الرجل قريبا ممن يوحى فما بالنا بأهل العلم المزعومين الذين يعبرون عن الرؤى وهو بعاد تماما عن عصر الوحى ؟ المسألة هى أن التأويل هو ادعاء لعلم الغيب الذى لا يعلمه سوى الله فإذا كان إبراهيم(ص) كنبى لم يعرف تفسير ذبحه لابنه " أنى أذبحك" على أنه سوف يريد الذبح ولكنه لن يذبح فما بال المخرفون يدعون أنهم قادرون على التعبير والتفسير؟ وكما سبق القول أن الله يرينا لمحات لكل واحد في حياته تفسر بعض أحلامه السابقة في المستقبل عندما يرى تحقق الحلم وعاد الرجل لتقسيمه الأحلام لثلاثة أنواع فقال : " والذي ينبغي على المؤمن أن لا يحدث برؤياه؛ لأنه -كما ذكرنا- أعني ما يراه النائم في منامه على ثلاثة أقسام: فمنها رؤيا حق وهذه على قسمين: إما أن تكون مفرحة، فإذا كانت مفرحة فاحمد الله عليها، احمد الله عليها، وإن شئت أن تسأل فسل، ولا يلزم من تلك الرؤيا أن تسأل عنها، فإن عاقبتها إلى خير، فقد قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا على رجل طائر إذا عبرت وقعت»." وهذا الحديث باطل لا يصح لأن معناه أن الحلم يحدث كما يقول المفسر وليس كما أراد الله والحقيقة : أن كل الرؤى تقع في حياتنا سواء علمنا بوقوعها أم لا وما رأى الشيخ فيمن رأى نفسه ميتا أو مقتولا عدة مرات ومع هذا عاش بعدها كثيرا ؟ وقال : والقسم الثاني أن تكون الرؤيا الحق فيها ما يحزن المرء إما بدلالة في الرؤيا وإما بما يعبره المعبر، فهذا إذا سأل عنه ربما أحزنه، والذي ينبغي إذا رأى المرء ما يحزنه أن يستعيذ بالله من شرها، وأن يتفل عن يساره ثم يتحول إلى الجنب الآخر، قال عليه الصلاة والسلام مرشدا من فعل ذلك «فإنها لا تضره». كذلك القسم الثاني ألا وهو حديث النفس، فإن النفس لها أحاديث، فهذا راء رأى في منامه أنه يشرب الماء الكثير جدا، يشرب البحر أو يشرب النهر، أو يشرب عينا غدقة كثيرة فأفزعه ذلك، وإذا مرد ذلك إما لشبع من طعام لم يشرب عليه ماء، وإما يكون مرد ذلك لعطشه إذ ذاك أو لتفسير من التفسيرات التي فسر بها، وليس كل ما يظنه الناس أنه رؤيا يكون في الحقيقة رؤيا؛ بل كثير من الناس يرى ولا تكون رؤياه حقا؛ بل تكون من أحاديث النفس أو تكون من تسويلات الشيطان." الغريب في كلام الشيخ هو اقراره باختلاف أهل التعبير في تفسيراتهم فقال : "والرؤى يعتبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، لهذا مما ينهى عنه أن يتعلق الناس الرجال وبالأخص النساء بالكتب التي تفسر الأحلام، فكثير من الناس يحصل عنده كتبا في تفسير الأحلام، فإذا رأى رؤيا إذا رأى في منامه شيئا أسرع من صبيحته إلى ذلك الكتاب." وهذا الكلام يناقض حديث كون الرؤيا كرجل طائر إذا عبرت وقعت فماذا لو عبر عنها كل واحد بتفسير مخالف فهل تقع عدة مرات كل مرة على حسب تفسير كل مفسر كما يزعم الشيخ وتحدث عن شروط التفسير فقال : "والرؤيا تعبيرها له شروط وتحتاج إلى علم واسع، فأحيانا لا يكون تفسيره له تعلق بالرؤيا البتة، وإنما يكون في الرؤيا كلمة تدل المعبر على تفسيره إياها، كلمة واحدة ويكون معها قصص طويلة كيف لها شأن بالرؤيا وليس لتفسير الرؤيا بها تعلق، وإنما التعلق بتلك الكلمة وما قبلها وما بعدها من الأحداث ليس لها مصير. كذلك من الناس من يرى أشياء مفزعة فيرى تفسيرها بالأمر القبيح، فينظر في نفسه فإذا هو أصبح محزونا فصار كيد الشيطان عليه متحققا إذ أحزنه. والذي ينبغي أن لا يسعى في ذلك، وإذا أراد فليسأل أهل العلم الذين يعبرون الرؤى ولا يسل أهل الجهالة ولا يسل أهل التعجل، فإن كثيرا من الرؤى لا يعلم تأويلها إلا بشيء من التأمل والنظر، ومنها ما يظهر تأويله، ومنها ما يخفى تأويله والناس في هذا لهم مقامات." والتفسير ليس في كل الأحوال مفرح أو سعيد على حسب الهلم فالحلم السعيد قد يأتى بالحزن والعكس فحلم الذبح رغم كونه حزين كان تفسيره السعادة وهو ذبح الفدية وتحدث عن أمور تنتشر بين الناس كتفاسير فقال: "مما شاع بين الناس -وهو غلط- أن الإنسان إذا رأى أن من أسنانه ما سقط، أن ذلك يؤول بفقد أحد أحبته -بموت ابنه أو ابنته أو من يعز عليه-، وهذا ليس بالصحيح إذ إن الأسنان لها في الرؤى أحوال كثيرة، والأسنان العلوية غير السفلية، والمتقدمة غير المتأخرة، والأضراس غير الأسنان، وهكذا في تفاصيل كثيرة. المقصود أيها المؤمن: أن الرؤى من العلم الذي حازه من حازه، والأنبياء يعبرون الرؤى بتعليم الله جل وعلا لهم، فلا تكن متسرعا في ذلك بقصها ولا بأخذ الكلام فيها ولا بتعبير الرؤى إن سئلت؛ لأن ذلك من العلم "ولنعلمه من تأويل الأحاديث"[يوسف:21]، فالتعجل في ذلك من الكذب إن لم يكن صاحبه على علم بذلك." وتحدث عن أن الاستعاذة تمنع ضرر الحلم فقال : "هذا واعلموا أن المرء إذا استعاذ بالله من شرها فإنها لا تضره "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"[النساء:76]، وليس من شرط الرؤيا أن تتحقق فقد يرى رؤيا ولا تتحقق إذا سأل الله جل وعلا أن لا تكون، إذا كانت مما يحزنه أو مما يرى أن فيه ضراء." وهو كلام غير صحيح فالاستعاذة لا تمنع ضررا ولا تجلب نفعا طالما قضى الله به ثم حذر الناس من الخوض فقال : "أيها المؤمنون: إن العلم واسع، والناس توسعوا وخاضوا غمرة جهل كثير؛ في أمورهم التي لها تعلق بدينهم ولها تعلق بكتاب ربهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، وعليكم بالعلم في أموركم كلها، عليكم بالعلم واليقظة، وأن تسألوا إذا جهلتم فإنما شفاء العي السؤال كما روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم." وفى بقية الخطبة ذكر أدعية وكلاما عاما فقال : "نسأل الله أن يبصرنا وإياكم للحق، وأن يلهمنا إياه، وأن يعلمنا من لدنه علما، وأن يجعلنا ممن استعملهم في طاعته، وأن يجنبنا القول بالكذب والقول عليه بلا علم؛ إنه ولي ذلك وهو نعم المولى ونعم النصير. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم "ألم نشرح لك صدرك(1)ووضعنا عنك وزرك(2)الذي أنقض ظهرك(3)ورفعنا لك ذكرك(4)فإن مع العسر يسرا(5)إن مع العسر يسرا(6)فإذا فرغت فانصب(7)وإلى ربك فارغب("[الشرح]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. هذا واعلموا -رحمني الله وإياكم- أن الله جل جلاله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فثنى بملائكته فقال قولا كريما "إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"[الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه النور والجبين الأزهر. وارض اللهم على الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، وعن سائر الصحب والآل، وعن جميع زوجات نبيك، يا أرحم الراحمين. اللهم ارض عنهم أجمعين، وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ودلهم على الرشاد وباعد بينهم وبين أهل الزيغ والفساد، يا أكرم الأكرمين. اللهم وهيئ لهم المستشار الصالح الذي يدلهم على الخير ويذكرهم به ويضيق عليهم سبل المنكرات والشرور يا أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك أن تعز الإسلام وأهله، وأن تذل الكفر وأهله. اللهم انصر المجاهدين من المؤمنين في كل مكان. اللهم انصر المجاهدين في فلسطين، اللهم انصر المجاهدين في البوسنة، وانصر المجاهدين في كل مكان. اللهم وعليك بكفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن دينك، ويقاتلون أولياءك ويسعون في إطفاء نورك، وأنت المتم لنورك ولو كره المشركون. اللهم إنا نسألك أن ترينا فيهم عجائب قدرتك، وأن تنصرنا عليهم نصرا مؤزرا، اللهم عليك بالمشركين والملحدين وباليهود والنصارى المعادين للإسلام وأهله يا ارحم الراحمين. اللهم أنت القوي فقونا، وأنت المعز فأعزنا. اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت، اللهم نصرك الذي وعدت. اللهم ارحم المستضعفين من المؤمنين في كل مكان، اللهم ارحم النساء والأطفال، اللهم ارحم النساء والأطفال، اللهم ارحم النساء والأطفال، وأنزل عليهم سكينة، وانصر الرجال المؤمنين، يا أكرم الأكرمين. اللهم نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى وباسمك الأعظم -الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت- نسألك أن تجعل الإسلام عزيزا عن قريب، اللهم اجعل الإسلام وأهله أعزاء على الجميع عن قريب، يا أكرم الأكرمين. اللهم انصر المؤمنين، اللهم انصرهم، اللهم لا تكن عليهم يا أرحم الراحمين، اللهم إنهم مذنبون وفي عفوك سعة وأنت العفو الغفور، نتوسل إليك أن تنصرهم بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلى. اللهم ونسألك أن تؤمننا في جميع ديارنا. اللهم نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم من أراد بنا فتنة، اللهم من أراد بنا فتنة فأشغله بنفسه، اللهم من أراد بنا فتنة فأشغله بنفسه، واجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة، سائرة على الإيمان والتوحيد، محكمة لشرعك على ما تحب وترضى، يا أرحم الراحمين. عباد الرحمن: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعضكم لعلكم تذكرون، أذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على النعم يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون." والخلاصة عدم وجود معبرين للرؤى أى الأحلام في عصرنا ولا ما قبله وما بعده لأن التعبير يكون بوحى من الله وقد انتهى عصر الوحى وكل ما يجرى كما سبق القول: أن الله يرى كل واحد تفسير بعض الأحلام بعد حدوثها بقليل أو كثير وهذا التفسير هو لمحات قد يعرفها الإنسان وقد لا يعرفها